والد زوزو ماضي تلقى العزاء فيها وهي على قيد الحياة
قررت الفنانة الراحلة زوزو ماضي، الانضمام إلى التمثيل، بعد إعلان شاهدته في صحيفة «الأهرام»، للمخرج محمد عبدالكريم يطلب فيه فتاة تجسد دور شقيقة الفنان محمد عبدالوهاب في فيلم «يحيا الحب»، فتقدمت ونجحت في الاختبار وكان ذلك عام 1938.
وقد قالت زوزو ماضي في حديث صحفي قديم لها: «حينما قررت العمل بالسينما لم أكن أحفل بتقاليد الصعيد قدر ما أحفل برأي والدي ولكن حين علم بعزمي هذا أبدى لي نفوره بطريقة سلبية، فقد كان أول فيلم اشتركت فيه هو فيلم «يحيا الحب»، وكنت في بني سويف بلدتي عندما عرض هذا الفيلم فيها، وكانت طريقة الدعاية عنه عبارة عن عربة يجرها حمار ضامر على طريقة حسناوات هليوود، وأمام العربة فرقة موسيقية من طراز أوركسترا حسب الله، ومن خلفها 90%، من صبية بني سويف وظلت العربة تطوف بشوارع المدينة إلى أن ساقتها الأقدار لشارعنا ونظر والدي ليتبين إليه الأمر وما إن قرأ اسمي في الإعلان حتى استدار إلى الداخل وخلال نصف ساعة كان في طريقة إلى الفيوم حيث مكث إلى أن انتهى عرض الفيلم».
وأضافت: «كانت والدتي لا توافقني على اشتغالي بالسينما لكنها لم تكن تملك إلا الوقوف إلى جانبي بدافع الشفقة على من أبي واستطعت أن أغريها بالذهاب معي إلى السينما وكان دوري في الفيلم يقتضيني أن أقول لعبدالوهاب إن أبي رجل غني قد الدنيا وأنه لا يبخل على وأنا باخد منه مصروف أما أنت أي عبدالوهاب فعواطلي محدش سائل فيك».
وتابعت: «نظرت إلىّ والدتي وقالت: «ربنا يسترك يا بنتي، وانتهى عرض الفيلم في بني سويف، وعاد والدي من الفيوم ومضت إليه والدتي تقول في إصرار، أنت مزعل البنت ليه؟، جزاة ما هي عمالة تمدح فيه قدام الناس كلها وتقول إنك راجل غني وقد الدنيا»، وضحك والدي لسذاجتها ثم خرج من المنزل ليلتقي عزاء كل من هب ودب في ابنته، ووالدي مع ذلك لم يحاول أن يوجهني لما أفعل ولم يفرض علي سياسة معينة بل كان يترك لي كل الحرية، ومضيت في طريقي ولم يمض زمن طويل حتى صالحني والدي اعترافًا بالأمر الواقع».