البكاء والتوسل كان مفتاح زوزو نبيل للدخول لعالم الفن
واجهت الفنانة الراحلة زوزو نبيل، معارضة شديدة من والدتها حين أعلنت عن رغبتها في العمل كممثلة، ولكنها استطاعت إقناعها عن طريق البكاء والتوسلات، إلى أن وافقت الأم، خاصة بعد أن أقسمت لها أن تكون مثالًا للشرف والاستقامة.
وبدأت رحلتها الفنية في فرقة مختار عثمان، وبعدها انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي، واستعان بها كمال سليم في أول أفلامه «وراء الستار» عام 1937.
ولعبت الصدفة والإيمان بموهبتها دورًا كبيرًا في إسناد المخرج توجو مزراحي عددًا من الأدوار المهمة إليها في بعض أفلامه ومنها «سلفني 3 جنيه»، «نور الدين والبحارة الثلاثة» و«سلامة»، الذي جسدت فيه شخصية صديقة أم كلثوم، وهو ما تكرر لاحقاً مع المخرج حسن الإمام الذي أشركها في بطولة 12 فيلمًا من أهم أفلامه السينمائية، ورسم لها العديد من الشخصيات المختلفة منها شخصية المرأة الشريرة صاحبة النفوذ كما في «قلوب الناس» أو زوجة أب ريفية كما في «الخرساء»، أو الشخصية المقابلة لأمينة زوجة «سي السيد»، في «بين القصرين» عام 1964.
ولما تمتعت بهز وزو نبيل من صوت رخيم، وطريقة مميزة في السرد، الدافئ رشحت للعب دور «شهر زاد»، ملكة المجموعة القصصية «ألف ليلة وليلة»، التي أعدها طاهر أبو فاشا، وأخرجها بابا شارو للإذاعة المصرية.
زوزو نبيل، انضمت إلى عمالقة الفن المصري بما قدمته طوال مشوارها، ورغم تقدمها في السن رفضت الاعتزال، لأنها كانت ترى أن الفنان الحقيقي لا يعتزل إلا عندما يموت، وأن التمثيل يساعدها في أن تكون أصغر من عمرها الحقيقي بنحو عشرة أعوام، لذا ظلت تعمل حتى توفيت بعد انتهائها من تصوير فيلم «المرأة والساطور»، بعد صراع طويل مع الالتهاب الرئوي، في 3 مايو عام 1996.