تعرف على شعور سليمان نجيب حين رأى نفسه للمرة الأولى على الشاشة البيضاء
وصف الفنان الراحل سليمان نجيب، شعوره عندما شاهد نفسه للمرة الأولى على الشاشة البيضاء قائلًا: إنه شعور بديع كله سرور ونجاح كان شبه منتظر، وأصدقائي الممثلون ينتقلون من نجاح إلى نجاح وأنا في أثرهم.
نجيب أضاف في مقال قديم له مع مجلة «الشبكة»: «أنه في أواخر صيف عام 1929، شاهدت في دار سينما رويال الإسكندرية «لورا لبلانت»، في رواية «show boat»، تغني وتتكلم على الشاشة البيضاء وكانت دهشة ومفاجأة، وخرجت من الفيلم وأنا لا أصدق نفسي وكبرت في عيني وفي نفسي تلك الأشخاص التي تحتل مكانها على الشاشة البيضاء وأين أنا المتفرج البسيط من الذين نصفق لهم كمعجبين، وتدرج الاختراع يومًا بعد يوم إلى أن شاهدناه في أوجه وفي قمم مجده هو يكبر ويكبر معه هذه النجوم ونحن كمتفرجين «نكش» وننكمش، وقذفتنا هوليود وباريس وبرلين ولوندره بمعجزاتها ومرت هذه المعجزات وأنا قابع في كرسي المتفرج الضئيل».
وتابع: «قيل لي أتمثل؟ أتلعب دورًا على الشاشة البيضاء؟، وهذا الشيء الذي يسمونه التمثيل في دمي وكم كلفني ولكن المسرح همه محتمل وفي ساعات ثلاث تنتهي الرواية وينسيك التصفيق تعبك ثم تنهال عليك التهاني قليلها حقيقي وكثيرها ملق ودهان، أما السينما وترددت قليلًا ثم قبلت ثقة مني بمن أعمل معهم، وكريم صديقي أولهم، وسيأخذ بيدي ويصعد معي السلم إلى حيث يرى الجمهور عملي ومجهودي، وسافرنا وبدأنا العمل وأنا خائف وجل ولكن القارئ سيتسأل أهناك داع للاضطراب، والخوف ولو علم أني شعرت بخطورة مركزي كمبتدئ حيث وقفت بجانب نجوم السينما بدار tobis وأبطال الفن لعرف أني محق في وجلي، مصري في فرقة مصرية منظور إلى مجهودها بعين الشك من الجميع يعمل على مقربة من الممثل الألماني الشهير فروليش والنابغة الفرنسي نويل والحسناء كاميلاهورن، ونحن نسير حينا مقنعين من حوالينا بمجهودنا وأننا لا نقبل شيئًا عن جيراننا».
وانتهى العمل في أواخر أغسطس وبقى الصديق كريم لعمل المونتاج وتجهيز الفيلم وهو أصعب ما في العمل، ووصل كريم وذهبنا إلى رويال لمشاهدة الفيلم لأول مرة، وهنا نصل إلى العنوان الذي بدأت به هذه الكلمة «إحساسي لرؤية نفسي على الشاشة البيضاء»، بأنه شعور بديع كله سرور ونجاح كان شبه منتظر، وأصدقائي الممثلون ينتقلون من نجاح إلى نجاح وأنا في أثرهم فهل ذكرت وقتئذ مضايقات العمل ومنا كفات كريم والغذاء والعشاء بملابس الشغل، وعمل ثلاثين بروفة لموقف واحد، كل هذا نسيته ولن يذكره إنسان، إنما يذكرون النجاح والسقوط أما المخرج الذي عمل مع كل منا وقام بالرواية كلها ففي عالم النسيان، شعور كله راحة وارتياح وهل يحس الواحد منا بهذا الشعور إلا إذا كان واثقًا من أن أهم عامل في عمله كان النجاح.