شاهد روعة وصف عبدالسلام النابلسي لرشدي أباظة
عرف الفنان الراحل عبدالسلام النابلسي، بثقافته الكبيرة وإجادته للغة العربية الفصحى، حتى أنه كان له مقال ثابت يحمل اسم «نجوم على الأرض»، وقد استخدم عنوان مقاله الثابت كاسم برنامج فيما بعد قدمته الإعلامية المصرية ليلى رستم.
وقد ذكر النابلسي، العديد من نجوم الفن في مقالاته وقدم فيهم قصائد شعرية، ومن هؤلاء الفنان الرحل رشدي أباظة الذي قال عنه:
سأروي الرواية.. وأحكي الحكاية.. دون مبالغة أو تهويل.. إلا القليل.. تقابلنا يومًا.. وكنت أنا في سيارة وهو في سيارة.. فسارع وقرأ السلام وقدم الاحترام.. فسلمت عليه بالإشارة.. مثل أمير إماراة.. فاغتاظ وهاج.. وخدعني بلباقة.. وسبقني بحذاقة.. وغطاني بالتراب.. فثارت ثائرتي.. كيف تسبق سيارته سيارتي.. ثم هذا التراب كأنه السحاب.. فقد جعل شكلي كبائع الدقيق.. لا يرى الطريق.
وأضاف: ونزلت وكان نزولي كنزول الصاعقة الماحقة.. فارتعد المسكين من الخوف.. واصطكت أسنانه من الهول.. فهجمت عليه هجوم الأسد.. وخلال دقيقة أو دقيقتين.. أوثقت منه اليدين والقدمين.. وكممت فمه وتركته لا أدري سنة أو سنتين.. ومازال يستغيث حتى الآن ويطلق العبرات.. وهيهات قلبي أن يلين هيهات.
في مقدمة النجوم إشراقًا وشهرة.. ومن أطرفهم في جلسة أو سهرة.. يحترم مواعيده.. ويحب فنه وسنه وأصدقائه.. أول إنتاج له كنت بطله.. ويقول أنه أجرى عمل عمله.. ومن يدري فقد نلتقي ثانية أو لا نلتقي.. ولكن الصديق هو الصديق.. والذكرى هي الذكرى.