محمد عبدالوهاب: ليلى مراد ست بيت من الطراز الأول
خص الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، الفنانة ليلى مراد، بمقال على صفحات مجلة «الكواكب» عام 1949، ووصفها فيه بأنها تلميذته الذكية التي تضفي على اللحن لونها ما يزيده وضوحًا وجمالًا.
عبدالوهاب، قال: «كثيرًا ما يختلط الأمر على المستمع في التفرقة بين أصوات غالبية المطربات لقرب التشابه بينها جميعًا، ولكن من السهل عليه معرفة وتمييز صوت المطربة ليلى مراد بمجرد الاستماع إليها لأول وهلة، فهو صوت ذو لون خاص، وذو طابع لا نظير له، مما يجعل لها شخصية فنية مستقلة كل الاستقلال».
وأضاف: «من الغريب أن ليلى عندما تحفظ لحنًا جديدًا لا تتقيد كثيرًا بما يلقنها الملحن من أنغام، وإنما تتصرف في حدود صوتها وحس اللون الذي ترتاح له، ولكن دون أن تخرج عن هيكل اللحن، الذي وضعه الملحن، وربما يعتبر البعض هذا التصرف منها عيبًا، ولكنني أعده ميزة كبيرة فيها، لأنها بذلك تفتح أمام الملحن أفاقًا جديدة في اللحن يحس في دخيلة نفسه أنه كان يقصدها فعلًا ويعجب كيف غاب عنه ذلك في أول الأمر».
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] ليلى مراد ومحمد عبدالوهاب[/caption]
إن ليلى ذكية وسريعة الفهم وتدرك تمامًا ما يقصده الملحن، فتحس باللحن وتعيش فيه، وتضفي عليه من لونها ما يزيده وضوحًا وجمالًا، هذه هي تلميذتي المطربة ليلى مراد، أما السيدة ليلى مراد، فأعتقد أنها لا تقل عنها قوة في الشخصية واعتدادًا بالنفس.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] ليلى مراد ونجيب الريحاني في فيلم "غزل البنات"[/caption]
وأبرز ما في ليلى أنها دائبة التغير والتحول، ولا ترضى أبدًا بأي وضع هي فيه، لذلك أجبرت زوجها أنور وجدي أن يرسم لها شخصية جديدة مبتكرة لتظهر بها في فيلم «غزل البنات»، كما أجبرتني أنا لأن ألحن لها ألحانًا جديدة وأضع لها موسيقى خاصة من لون جديد.
[caption id="" align="aligncenter" width="395"] ليلى مراد وأنور وجدي[/caption]
ويعجبني فيها أنها «ست بيت»، من الطراز الأول وأنها تجيد تدبير كافة شئون البيت في همة ونشاط ودقة تثير الدهشة، فهي تعتني بصينية البطاطس كما تعتني بنغمة السيكا، وتتناقش في زمن حزمة البقدونس كما تتناقش في ثمن البالطو «الاستراكان».