«عتريس» يفتح النار على محمود مرسي وعبدالناصر يدافع عنه
واجه فيلم «شيء من الخوف»، الذي قام ببطولته الفنان الراحل محمود مرسي، حالة واسعة من الجدل قبل عرضه، واعترضت عليه الرقابة، لأنه كان يعتبر العمل السينمائي الأشهر في نقد نظام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
كما ندد الفيلم بنكسة1967، فكان مليئاً بالإسقاطات السياسية الواضحة تجاه ثورة يوليو والحكم العسكري ونظام عبدالناصر ومراكز القوى، وأشار إلى أن هناك حالة سطو قام بها الضباط الأحرار، الذين رمز لهم الفيلم بعتريس وعصابته، وأن الضحية كانت مصر، التي رمز لها الفيلم بشخصية فؤادة، التي قدمتها الفنانة شادية.
صناع الفيلم، وفقاً لكتاب «السينما والسياسة»، كانوا يحاولون الإشارة إلى ديكتاتورية عبدالناصر وعصابته من رجال الثورة، ولم تجد الرقابة يومها صعوبة في أن تضع يدها على تلك المعاني، وأن تعترض، بل وتهمس في أذن السلطة أن الفيلم ينتقد عبدالناصر صراحة، وأن شخصية مرسي التي يجسدها ما هي إلا تجسيد للرئيس كزعيم عصابة، غليظ القلب، يعيث في الأرض فساداً، وأن الصرخات التي تنطلق في نهاية الفيلم قائلةً: «جواز عتريس من فؤادة باطل» ما هي إلا رفض لسلطة عبدالناصر، بل إن الفيلم توقع نهاية دامية درامية قاسية لعبدالناصر، وستسحقه ثورة شعبية مثلما كانت نهاية عتريس الطاغية.
ووصل الهمس إلى الرئيس الراحل نفسه، وبرغم انشغاله بإصلاح ما أفسدته النكسة إلا أن اللغط الذي أثير حول الفيلم جعله يصمم على متابعة تلك الأزمة، وبالفعل ذهب الفيلم إلى بيته ليحكم عليه بنفسه، وعلى شاشة العرض المنزلية شاهده، وقال بعدها قولته المشهورة: «والله لو إحنا كده، نبقى نستاهل الحرق»، في إشارة منه إلى أن الفيلم جرى تحميله بمعان لا يحتملها، ولا يمكن أن يتصور أن يكون هو عتريساً.
وكان موقفه ذلك بمثابة ضوء أخضر لعرض الفيلم في 3 فبراير عام 1969، والذي وصل فيه محمود مرسي إلى حالة من التألق تجعل الجميع لا يتخيلون غيره مكانه.