مفاجأة لم يتوقعها كمال الشناوي في منزل الراقصة هاجر حمدي
دخل كمال الشناوي للمرة الأولى منزل الراقصة هاجر حمدي التي تزوجها فيما بعد وراح يتفحص كل ركن فيه، إعجابا بفخامته وانتقاء كل قطعة أثاث فيه بعناية وذوق.
المفاجأة التي كانت بانتظار كمال الشناوي ولم يكن يتوقعها عندما صحبته إلى حجرة مكتبها، ليجد نفسه أمام واحدة من أضخم المكتبات التي رآها في حياته.
ضمت المكتبة أعمالا كبيرة لكبار الكتاب مثل روايات "الحرب والسلام" و"أنا كارينينا" لتولستوي، والجريمة والعقاب لدستوفيسكي، و"مدام بوفاري" لجوستاف فلوبير.
حديث هاجر عن تلك الكتب وأرائها فيها بهرت كمال الشناوي ولم يصدق ما يسمعه منها لتمحي بذلك فكرة أن الراقصة مجرد جسد، بعد أن وجد نفسه أمام مكتبة عامرة مليئة بالكتب، قلما تتوافر لأديب أو صحافي أو رجل فكر، ولم تكن الكتب مجرد أسفار مرصوصة، وإنما انتقل أغلبها من الأرفف إلى عقل صاحبتها فأكسبتها خلفية عريضة ومنحتها القدرة على خوض أي موضوع بدراية.
تعددت اللقاءات بينهما وتبادل عدد من الكتب والروايات، والمناقشات العديدة التي دارت بينهما على هامش القراءات، اكتشف كمال أن هاجر ليست فقط صاحبة موهبة عريضة في الرقص والتمثيل، بل الأهم أن لها عقلا... وعقلا كبيرا، وأنها صاحبة خلفية أدبية كبيرة، قرأت لأغلب الكتاب الكبار معظم إنتاجهم، وأنها أيضا متحدثة بارعة تجيد إبراز ما قرأت واستوعبت، وتحلل وتخرج برؤية خاصة أو وجهة نظر، أضف إلى ذلك أن تفكيرها مرتب جدا، ومنطقها قوي دون افتعال، فمحت من رأسه الصورة التقليدية حول فكرة أن الراقصة جسد جميل، بلا عقل.