حكاية الفيلم الذي أنتجه فريد شوقي بأمر من جمال عبد الناصر.. صور

 كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مدركا لقيمة الفن وتلك القوة التي يجسدها وهو من هواة السينما وكان صاحب ثقافة سينمائية كبيرة إضافة إلي أنه كان يعشق التصوير، فكان يمتلك كاميرا سينما صغيرة في منزله يقوم بتصوير العديد من الأحداث العائلية له ولأبنائه ولأصدقائه وبالتالي كان متأكدا من تأثير السينما علي مفاهيم وسلوكيات الشعوب.

في مكتب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان يجلس معه أنور السادات وبصحبتهما الفنان فريد شوقي الذي تم استدعاؤه للقاء عاجل مع الزعيم ليطلب منه عبد الناصر طلب هو الأول من نوعه وهو أن يقوم بتصوير فيلم عن بطولات مدينة بورسعيد الباسلة ويوضح فيه هزيمة العدوان الثلاثي علي مصر ليصبح بذلك الفيلم الأول الذي يتم صنعه بناء على تعليماته مباشرة من رئاسة الجمهورية.

لم يتوان فريد شوقي لحظة واحدة، فقد حصل علي التكليف ليتوجه مباشرة الي المخرج عز الدين ذو الفقار قائلا له الرئيس يريد فيلما عن حرب بورسعيد وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه تجاه الوطن حتي تحمس ذو الفقار وبدأ في كتابة قصة الفيلم والسيناريو الخاص به، حيث اتصل بعلي الزرقاني ليشاركه في الكتابة ويتولي مسئولية كتابة الحوار.

قرر فريد شوقي أن تتولي شركته إنتاج الفيلم وطلب من المخرج حلمي رفلة أن يكون هو المشرف علي الانتاج الذي تكلف ما يقرب من 37 ألف جنيه بينما سيقوم فريد شوقي بدور البطولة مع حشد أكبر عدد ممكن من نجوم السينما ومنهم هدي سلطان، امينة رزق ليلي فوزي، شكري سرحان، رشدي أباظة، أحمد مظهر، حسين رياض، سراج منير، زهرة العلا، نعيمة وصفي... كما اشترك المخرج عز الدين ايضا في التمثيل.

أراد ذو الفقار ان يوثق لجرائم القوات الانجليزية والفرنسية علي بورسعيد فاختار أماكن التصوير في مدينة بورسعيد، حيث الدمار الذي سببته القوات المعتدية للمدينة حيث أصبح الفيلم عبارة عن ملحمة سينمائية حقيقية تجسد انتصار وتضحيات المدينة الباسلة.

وفي النهاية، أنهى صناع العمل فيلمهم وانتهت عمليات ما بعد الانتاج من مونتاج وهندسة صوتية وتحميض وغيرها وأصبح الفيلم جاهزا للعرض ليحمل فريد شوقي نسخة من الفيلم ويتوجه بها إلى رئاسة الجمهورية لمقابلة الزعيم جمال عبد الناصر ومعه رسالة منه للرئيس يوضح فيها مدى امتنانه هو وفريق العمل بتلك اللحظات التاريخية التي اجتازها شعب مصر خلال العدوان الثلاثي الغاشم والذي حاول كل فريق العمل تجسيد تلك الملحمة الوطنية الرائعة.