صوت أم كلثوم يفقد لياقته في "أسأل روحك"

لم تستطع أم كلثوم أن تصل إلي المقامات العالية التي كانت تؤديها بسهولة بعد مرور السنوات، وكان ذلك في أغنية "اسأل روحك" التي لحنها محمد الموجي وكتب كلماتها عبد الوهاب محمد, في الكوبلية الأخير لم يصل للمقام العالي, مما جعل محمد عبدالوهاب يتصل بمحمد الموجي تليفونيا ويعاتبه قائلا: - يا استاذ فيه حد يلحن لام كلثوم وكأنه يلحن لها في الاربعينيات, انزل بالطبقة تون ونص يا استاذ يرد عليه الموجي : في هذه الحالة الالات ستكون مهلهلة يجيبه عبد الوهاب : في داهية.. اعمل بروفات تاني واستجاب الموجي لنصيحة محمد عبد الوهاب وأجري بروفات مرة أخري, ولم تبد أم كلثوم اعتراضا علي التغييرات, وهو أمر غريب وغير مسبوق. لكنها كانت تعلم ما حاق بصوتها. اقيمت الحفلة في الشهر التالي, وأدت أم كلثوم بشكل جيد فقام عبد الوهاب بالاتصال مرة أخري بمحمد الموجي تليفونيا, وقال له: غنينا كويس يا سيدي.

ام كلثوم

أم كلثوم هرم رابع لم يجود الزمان بمثلها, وبرحيلها والعمالقة تدني الذوق الموسيقي ووصل إلي الحضيض, ولا عيب في أن يفقد صوتها قوته المعتادة, خصوصا إذا عرفنا أنها غنت الأغنية عام 1970, وهي تبلغ من العمر 71, وقد قيل في صوتها الكثير والكثير, وعن وصف صوتها نقتطف هذه الكلمات: يتكون من (ديوانين) تقريباً, وهو من نوع (الكونترالتو) و(الميزوسبرانو) ويبلغ 15 مقاماً تقريبا (12 كونترالتو) و(3ميزوسبرانو).. ويضيف أم كلثوم أقوي مطربة من الشرق, تتصرف من عقود النغم وعنصره تصرفا فنيا سليماً. فهي مثلاً تتصرف في العقد الأول (بياتي ذي الاربع علي الدوكة) وتتصرف من العقد الثاني (راست دي الاربع علي النوي) كذلك عشاق ذي الاربع علي النوي, والحجاز ذي الأربع علي النوي, وتهبط من البياتي ذي الأربع علي الدوكة (نغمة الكارجهار), وكل هذا لا يخرج عن عقود النغمة وعنصرها ولا يؤذي أذن السامع بل يصور له ذوقا رفيعا ساميا في التصرف, وفي تذوق النغم وفهمه.. لا شيء يبقي علي حاله, لكن الذكري العطرة تمحي أي شيء وتبقي علي الأصالة والتوهج.. ومهما قيل ستظل أم كلثوم استثناء في زمن اعتاد علي المتشابهات.

ام كلثوم