"نافورة النيل".. تناولتها السينما المصرية للتأكيد على عظمة المصريين
تعد نافورة النيل الراقصة أقدم نافورة في الشرق الأوسط، كما أنها تعتبر أبرز معالم نيل القاهرة، تلك النافورة التى شيدت بتصميم ألمانى من شركة "جوليوس برجر" عام 1956 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بهدف تجسيد هيبة نهر النيل الذى نمت على ضفافه الحضارة.
ولأن السينما المصرية قديما كانت مرآة تعكس واقع الشارع المصرى، فقد تناولتها في أعمالها الفنية، ولعل أبرز تلك الأعمال هو فيلم "الأيدى الناعمة" الذى صدر عام 1963، وقام ببطولته أحمد مظهر وصباح وصلاح ذو الفقار ومريم فخر الدين.
ذلك الفيلم الذى يعد من أبرز الأفلام التى روجت فنيا لثورة 1952 التي قضت على الملكية وعززت من قيمة العمل والمساواة بين جميع أطياف الشعب.
ونفس العام أيضا ظهرت نافورة النيل في فيلم "عروس النيل" الذى قدم بطولته رشدة أباظة ولبنى عبد العزيز، فظهرت النافورة منذ الدقائق الأولى للفيلم وحتى نهايته، فتنوعت المشاهد بين اندفاع الماء فيها لأعلى نقطة، وبين المشاهد الخاصة باحتفالية عيد وفاء النيل؛ وجاءت مشاهد النافورة لتحمل إشارات لمدى عظمة النيل عن المصرين القدماء وأحفادهم المعاصرين أيضا.
تقع النافورة في منتصف نهر النيل بالقرب من أرض الجزيرة، وهي عبارة عن طابقين، الأول قطره 9 أمتار ويخرج الماء من وسطها بارتفاع 100 متر، ويحيط بها 16 كشافا كهربائيا تحت الماء، ويفيض الماء على طابق آخر تخرج منه 32 نافورة صغيرة، ومعها 32 كشافا كهربائيا تحت الماء، بينما يتضمن الطابق السفلي 64 ماسورة يخرج منها الفائض، على هيئة ستارة مائية جميلة تحيط بجسم النافورة، وبه 16 كشافا كهربائيا للتجميل، ويتم ضغط المياه في النافورة من خلال طلمبة ذات محرك قوته 950 حصانا.
تعطلت نافورة النيل لمدة 41 عاما، وباءت كل محاولات إصلاحها بالفشل، حتى نجحت إحدى الشركات المصرية مؤخرا من إعادة تشغيلها وتطويرها لنافورة راقصة لتكون إحدى عناصر الجذب والتنشيط السياحي والترفيهي فى القاهرة.