زكى رستم.. شرير السينما الذى لم يمش في جنازته أحد
اشتهر الفنان الراحل زكى رستم ببراعته في تقديم أدوار الشر، على الرغم من تقديمه للعديد منالأدوار الطيبة، إلا أن الجمهور كان يتفاعل معه أكثر عند قيامه بأدواره القاسية، مثل دوره في فيلم "نهر الحب" وفيلم "رصيف نمرة خمسة".
على صعيد آخر اشتهر زكي رستم بين أقرانه من الممثلين بطيبة قلبه وتواضعه الشديد، لذلك سنستعرض أهم المراحل التى مر بها "رستم" خلال مسيرته الفنية.
ولد زكي رستم في حى الحلمية بقصر جده الحاصل على رتبة الباشاوية، بينما كان والده عضوًا بارزًا بالحزب الوطني وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.
رفض التحاقه بكلية الحقوق وفضل تحقيق نجاحات صغيرة في فن التمثيل، حيث التقى بالفنان عبد الوارث عسر الذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية، ومنها انضم لفرقة جورج أبيض.
طرد من قصر جده لامتهانه فن التمثيل فعاش حينها بعمارة يعقوبيان، وفي عام 1925 انضم لفرقة رمسيس مع أحمد علام، الذي أسند اليه أدوارًا رئيسية، ثم انضم بفرق فاطمة رشدي وعزيز عيد والفرقة القومية.
جاءت مشاركته السينمائية الأولى صامتة في فيلم "زينب" عام 1930، ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق وهو "الوردة البيضاء" عام 1932، وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عامًا متتالية بلا توقف حتى بداية الستينات.
بلغ رصيده الفنى من الأفلام 240 فيلمًا تعاون فيها مع كبار النجوم حينها، واختارته مجلة "بارى ماتش" الفرنسية بوصفه واحداً من أفضل عشرة ممثلين عالميين.
عرف عنه أنه كان وحيدًا بلا أصدقاء، وكان صديقه الوحيد هو سليمان نجيب، لم يتزوج طيلة حياته، وعاش وحيدا مع كلبه وخادمه العجوز الذى قضى معه 30 عاما.
عانى في أواخر سنواته من ضعف السمع، وفي آخر أفلامه "إجازة صيف" كان قد فقد حاسة السمع تمامًا، فكان ينسى جملاً في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وكان يكره أن يستعين بسماعة خاصة أنها كانت كبيرة وبها أسلاك آنذاك، ولكن رغم ذلك أدّى دوره على أحسن ما يكون، ولكن اعتزل بعدها الفن عام 1968
أمم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ممتلكات أسرته رستم، وفي منتصف فبراير 1972 أصيب بأزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء وتوفي هناك، ولم يمشِ في جنازته أحد.