فارس النغم.. الملحن محمد الموجى
يعد الملحن محمد الموجى أبرز المجددين في الموسيقى والغناء، منذ أن تخرج من المعهد العالى للموسيقى العربية، حيث بدأت انطلاثته الفنية بأغنية "صافينى مرة" التى غناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، لتكون علامة فارقة في مشواره الفنى.
ولد محمد أمين محمد الموجى في الرابع من مارس عام 1923 في بيلا بمحافظة كفرالشيخ، وحصل على دبلوم الزراعة عام 1944، وعمل في عدة وظائف بمجال الزراعة قبل أن تظهر ميوله الفنية، ثم التحق بمعهد الموسيقى، ليحقق حلمه في الغناء، إلا أن لجنة الموسيقى في الإذاعة اختارته ملحنا ورفضته مطربا، فاتجه للتلحين وكانت أول ألحانه لأغنية "صافيني مرة" التي غناها عبد الحليم حافظ الذي كون معه ثنائيا فنيا، وقدما سويا العديد من الأغنيات الشهيرة والخالدة منها: حبك نار، مغرور، أحبك، مشغول، جبار، قارئة الفنجان، ورسالة من تحت الماء.
وانطلقت ألحانه، ولحن لعدد كبير من النجوم، كما تعاون مع كوكب الشرق أم كلثوم في العديد من الأغنيات الخالدة، منها: "للصبر حدود، اسأل روحك، حانة الأقدار، أوقدوا الشموس، صوت بلدنا، وبالسلام إحنا بدينا.. ومن الأغاني التي لحنها لآخرين: أكدب عليك لوردة، حبيبي لولا السهر وعيون القلب لنجاة، رمش عينه لمحرم فؤاد، يهديك يرضيك لعفاف راضي، منديل الحلو لعبد العزيز محمود، أنا قلبي لك ميال ويا أما القمر على الباب، تمر حنة وبيت العز لفايزة أحمد، ولشادية شباكنا ستايره حرير.. وغيرها العديد من الإبداعات الموسيقية لكبار الفنانيين.
قدم "الموجي" العديد من الألحان للاسكتشات الغنائية والفوازير، فلحن لشريهان سلسلة فوازير "ألف ليلة وليلة"، واسكتش "الرجل ده هيجنني" للثنائي صباح وفؤاد المهندس.
أيضا ترك "الموجي" بصمته في عدد من المسلسلات التليفزيونية، وشاركت ألحانه في عدد من المسرحيات منها"الخديوي، طبيخ الملايكة، ممنوع يا كروان، ودنيا البيانولا"، وفي الأفلام السينمائية لحن عدد من الأغنيات لكثير من المطربين والممثلين في أفلامهم منها أنا لسه صغيرة لسعاد حسني بفيلم صغيرة على الحب، كما صنع الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام منها الراقصة والطبال.
حصل "الموجي" على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مشواره الفني حيث حصل على الميدالية البرونزية من الرئيس جمال عبدالناصر عام 1965م، وعلى وسام العلم، ووسام الاستحقاق من الرئيس السادات عام 1976م، وفي عام 1985م حصل على شهادة تقدير من الرئيس مبارك، كما حصل على أوسمة ونياشين من أغلب ملوك ورؤساء الدول العربية.
توفي محمد الموجي في 1 يوليو عام 1995، عن عمر يناهر 71عامًا، تاركا إرثا فنيا وتراثا قيما من الألحان الفريدة في تاريخ الموسيقى والغناء.