جولولي

اشترك في خدمة الاشعارات لمتابعة آخر الاخبار المحلية و العالمية فور وقوعها.

أحمد مظهر.. فارس السينما المصرية

السبت 08 مايو 2021 | 11:36 صباحاً
مريم الجارحى
1408
احمد مظهر

ترك لنا العديد من أعماله التى تلون بأدوارها رغم انه كان ملقب من قبل زملائه في الكلية الحربية بـ"البرنس" وأصبح من خلال ادواره فارس السينما المصرية فهو صلاح الدين في الناصر صلاح الدين والامير علاء في رد قلبي ومهندس الري في دعاء الكروان وقطز في واإسلاماه، انه بيجاد الشيماء والعميد شريف صادق في كلمة شرف وأحمد الطرابيشى في شفيقة ومتولى وأحمد باشا حسنين في ليالى الحلمية الفنان القدير أحمد مظهر الذى نحتفل اليوم بذكرى ميلاده وترصد البوابة ابرز المحطات في حياته.

ولد مظهر في الـ 8 من أكتوبر عام 1917 بالقاهرة، والتحق بالكلية الحربية وكان دفعة جمال عبدالناصر وأنور السادات وتخرج منها عام 1938، وكان ضمن الفريق المصري للفروسية، تم تعيينه في منصب قائد مدرسة الفروسية وشارك في الحرب العالمية الثانية ثم حرب 1948 وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار رفقة عبدالناصر وعبدالحكيم عامر والسادات، واستقال من العمل العسكري وهو برتبة عقيد ليتفرغ ويحترف مهنة التمثيل.

كان لأحمد مظهر أصول شركسية ساهمت في تكوين جزء كبير من شخصيته، فغلبت عليه ملامح "الجنتل مان"، نظرًا لاهتمامه وتعلمه قواعد "الإتيكيت" فكان يجمع صفات شخصية صاحب السمو الرفيع لكونه شابًا وسيمًا، ومن عائلة راقية ومنضبطًا وملتزمًا في مواعيده، إضافة إلى ثقافته وإتقانه لغات أجنبية

شارك بعد ثورة يوليو في عدد من الأعمال الفنية، أشهرها "رد قلبي"، وأول أفلامه عام 1951 حيث شارك في فيلم ظهور الإسلام، وشارك في عدد كبير من الأفلام الجماهيرية الناجحة التي قام ببطولتها مثل الأيدي الناعمة والشيماء ودعاء الكروان وإسلاماه والعتبة الخضراء.

نال مظهر تقدير الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، حيث قلده الأول وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1969 م وكرمه الثاني أيضا بوسام آخر رفيع في احتفالات مصر بعيد الفن الذي توقف بعد اغتيال السادات في أكتوبر عام 1981 م ونال أكثر من 40 جائزة محلية ودولية على مدى مشواره الفني الطويل من أهمها جائزة الممثل الأول في فيلم "الزوجة العذراء"، وحصل على جائزة في التمثيل عن دوره في فيلم الليلة الأخيرة، كما تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

برز في الأدوار التاريخية والعاطفية، قدم مسلسلات إذاعية، وتليفزيونية، وله عشر مسرحيات، وأخرج للسينما فيلمين كتبهما بنفسه هما نفوس حائرة 1968، وحبيبة غيرى 1976.

من أشهر أعماله التليفزيونية ضد التيار، ضمير أبلة حكمت، العرض حالجى، عصر الفرسان، وقدم للمسرح مسرحية الوطن، والتفاحة والجمجمة،

وذات يوم، فوجئ الجمهور بظهوره على شاشة التلفزيون، تكسوه معالم الشیخوخة يحاوره الإعلامي مفيد فوزي، الذي تمكن بدهائه من انتزاع دموع "فارس السینما المصریة"، التي كان لها بالغ الأثر في نفس الجمهور.

وجاءت الدموع بسبب حدیقة فیلته، التي تحوي مجموعة من أندر النباتات والأشجار، على وشك أن یدهسها "البلدوزر"، تمهیدًا لإنشاء طریق المحور، الذي كان یمر بجوار الفیلا، ولأن تلك الحدیقة كانت كل حیاته، لم یتحمل الفنان الراحل حدوث ذلك فسالت دموعه بحرقة على الشاشة، وتعاطف معها الجمهور.

اتصل الرئیس الأسبق محمد حسني مبارك، بوزیر الإسكان والمرافق حینها، حسب الله الكفراوي، لیسأله عن مدى إمكانیة إجراء تعدیل لتفادي نزع نصف أرض فیلا أحمد مظهر، وتم إجراء دراسة، ورأى المهندسون تعذر إجراء تعدیل، لأن الابتعاد عن الفیلا یستلزم إجراء انحراف بالطریق عشرین مترًا ناحیة الإسكندریة، ما سیتسبب في وقوع حوادث.

وبعد فشل "مبارك" في حل الأزمة، عرضت الحكومة على الفنان الراحل تعویضًا بمبلغ كبیر من المال، نظیر الجزء المستقطع من حدیقة الفیلا، لكنه رفض بشدة، وقال إن الأشجار النادرة التي تم اقتلاعها لا تعوض بمال، ثم إن الفیلا نفسها تشوهت لأنها أصبحت بحدیقة صغیرة.

ايضا سالت دموع مظهر من قبل رغم أنه عرف في أدواره بقوة الشخصية حيث كان من عشاق اقتناء التحف التاريخية والأنتيكات، ويحفظها بمنزله وتعرف على فتاة بسيطة من مدينة 15 مايو حيث كان يمتلك شقة بها، وعندما حزن لظروفها الاجتماعية وفقرها قرر مساعدتها واصطحبها معه ليدخلها عالم الفن أو أن تكون ممثلة إعلانات.

تفاجأ بعدها بعدم وجود كأس أهداه له الملك فاروق كأفضل فارس استطاع أن يتحمل مشقة سباق الفروسية، وكان من الفضة الخالصة، يعتز به لأبعد الحدود وثلاثة «مسدسات» حصل عليها من مسابقات مختلفة، لم يجدها.

واكتشف أنها تم سرقتها فدخل في هستريا من البكاء، وأبلغ الشرطة التي أخذت البحث حتى توصلت لوجود عصابة تقودها الفتاة التي كان يعطف عليها وساعدت 3 شباب للدخول لمنزله وقاموا بسرقة مقتنياته بعدما فشلوا الحصول على أموال من منزله.

وتم محاكمة العصابة وسجنهم سنة مع الأشغال، الأمر الذي جعل «مظهر» يبكي للمرة الثانية حزنا على أن يكون رد الجميل له من الفتاة سرقته.

تعرض مظهر لعدة صدمات في حياته، أولها قتل ابنه لصديقه بالخطأ، بعد أن أخذ مسدسه الذي لم يكن يعرف أنه محشو بالرصاص الحي، ليلعب به، ويقتل صديقه.

وتوفي برنس وفارس السينما المصرية أحمد مظهر في يوم الأربعاء، 8 مايو، عام 2002 في مستشفى الصفا بالمهندسين عن عمر ناهز الـ84 عاما على إثر التهاب رئوي حاد للغاية، وقد شيعت جنازته بشكل مهيب من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، ودفن بمقابر باب الوزير قرب قلعة صلاح الدين الأيوبي.