أحمد مظهر "جنتل مان" السينما المصرية
تحل اليوم الذكرى الـ19 لرحيل النجم المصري أحمد مظهر، ولد فارس السينما المصرية في الـ 8 من أكتوبر عام 1917 بالقاهرة، والتحق بالكلية الحربية وكان دفعة جمال عبدالناصر وأنور السادات وتخرج منها عام 1938، وكان ضمن الفريق المصري للفروسية، تم تعيينه في منصب قائد مدرسة الفروسية وشارك في الحرب العالمية الثانية ثم حرب 1948 وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار رفقة عبدالناصر وعبدالحكيم عامر والسادات، واستقال من العمل العسكري وهو برتبة عقيد ليتفرغ ويحترف مهنة التمثيل.
وانتقل "مظهر" في مرحلة الثانوية مع عائلته إلى محافظة الجيزة للالتحاق بمدرسة السعيدية الثانوية، حيث مارس هناك كل أنواع النشاط المدرسي، حيث لعب الملاكمة وأصبح بطل المدرسة ثم بطل المنطقة حتى أصبح يمثل هذه الشريحة العمرية في وزنه.
كما حصل على البكالوريا بسهولة كبيرة خاصة أنه كان قارئًا جيدًا، ثم قرر دخول مدرسة التجارة لكنه الأمر لم يرق له ثم التحق بكلية الطب البيطري ولم يشعر براحة في هذه الكلية، حتى نصحه أحد جيرانه بالالتحاق بالكلية الحربية.
كان لأحمد مظهر أصول شركسية ساهمت في تكوين جزء كبير من شخصيته، فغلبت عليه ملامح "الجنتل مان"، نظرًا لاهتمامه وتعلمه قواعد "الإتيكيت" فكان يجمع صفات شخصية صاحب السمو الرفيع لكونه شابًا وسيمًا، ومن عائلة راقية ومنضبطًا وملتزمًا في مواعيده، إضافة إلى ثقافته وإتقانه لغات أجنبية
شارك بعد ثورة يوليو في عدد من الأعمال الفنية، أشهرها "رد قلبي"، وأول أفلامه عام 1951 حيث شارك في فيلم ظهور الإسلام، وشارك في عدد كبير من الأفلام الجماهيرية الناجحة التي قام ببطولتها مثل الأيدي الناعمة والشيماء ودعاء الكروان وإسلاماه والعتبة الخضراء.
برز مظهر في الأدوار التاريخية والعاطفية، قدم مسلسلات إذاعية، وتليفزيونية، وله عشر مسرحيات، وأخرج للسينما فيلمين كتبهما بنفسه هما نفوس حائرة 1968، وحبيبة غيرى 1976. ومن أشهر أعماله التليفزيونية ضد التيار، ضمير أبلة حكمت، العرض حالجى، عصر الفرسان، وقدم للمسرح مسرحية الوطن، والتفاحة والجمجمة.
كما خاض مظهر تجربة الإخراج مرتين فقط في فيلمي "نفوس حائرة" و"حبيب غيري"، إلا أن التجربة لم تكن ناجحة بالقدر الكافي ولم يكررها مرة ثالثة، حيث إن "نفوس حائرة" كتبه وأخرجه ومثله الفنان الراحل، وكان عبارة عن 3 قصص مختلفة لم تظهر أي قدرات تمثيلية وإخراجية له، كما أن "حبيبة غيري" قال عنه النقاد انه فيلم ضعيف وبه كثير من الأخطاء الساذجة.
نال مظهر تقدير الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، حيث قلده الأول وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1969 م وكرمه الثاني أيضا بوسام آخر رفيع في احتفالات مصر بعيد الفن الذي توقف بعد اغتيال السادات في أكتوبر عام 1981 م ونال أكثر من 40 جائزة محلية ودولية على مدى مشواره الفني الطويل من أهمها جائزة الممثل الأول في فيلم "الزوجة العذراء"، وحصل على جائزة في التمثيل عن دوره في فيلم الليلة الأخيرة، كما تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
توفي فارس السينما المصرية أحمد مظهر في يوم الأربعاء، 8 مايو، عام 2002 في مستشفى الصفا بالمهندسين عن عمرٍ ناهز الـ84 عاما على إثر التهاب رئوي حاد للغاية، وقد شيعت جنازته بشكل مهيب من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، ودفن بمقابر باب الوزير قرب قلعة صلاح الدين الأيوبي.