داليدا.. حلوة يا بنت بلدى
داليدا.. اسمها الحقيقي يولاندا كريستينا جيغيليوتى، ولدت في 17 يناير عام 1933، في حي شبرا بالقاهرة، لوالدين إيطاليي الأصل، كانت هي الفتاة الوحيدة بين صبيين، وكان والدها موسيقيّاً معروفاً في مصر، وعازف الكمان الرّئيسي في أوبرا القاهرة.
ديانة داليدا
حلمت داليدا بالتمثيل وتحقيق الشهرة، وبعد فوزها بلقب "Miss ondina" في عام 1951، قررت الاشتراك بمسابقة ملكة جمال مصر دون علم والدتها، وفازت باللقب عام 1954.
ليلة عيد الميلاد في 24 ديسمبر عام 1954، سافرت داليدا إلى باريس رغم معارضة والدتها للبحث عن سبيل لتحقيق حلم الشهرة، عانت كثيراً بعد وصولها إلى مدينة الأضواء ولم تستطع تحقيق حلم النجاح في التمثيل، ولكنها التقت بمدرب الأصوات، رولاند برجيه، الذي أقنعها بالاهتمام بالغناء، حين رأى فيها المغنية أكثر من الممثلة، فبدأت تتلقى دروساً بالغناء، وتم اكتشاف صوتها الرائع، وسرعان ما تمّ اختيارها لتقديم العروض في الشانزيليزيه ولاحقاً في فيلا ديست.
حققت داليدا النجاح في الغناء خطوة تلو الأخرى بالتعاون مع برونو كوكاتريكس، صاحب مسرح الأولمبيا الفرنسى.
في العام 1986 عادت إلى مصر لتكون "صديقة" بطلة فيلم "اليوم السادس" ليوسف شاهين، لكن الفيلم لم يحقق الإرادات المتوقعة.
رغم كل النجاح والشهرة في مهنتها، طارد الفشل داليدا عاطفياً، حيث بدأت مع لوسيان موريس، الذي تزوّجته ثم انفصلا بعد أقل من عام، ثو وقعت في حب المغني الإيطالي لويجي تينكو، الذي دعمته ليحترف الغناء، وبعد فشله قام بالانتحار، ثم وقعت في حب شاب إيطالي آخر كان في عمر الـ 22 عاماً، وبعد أن حملت منه قررت إجهاض الجنين لعدم اقتناعها بأن العلاقة متكافئة بينهما، وهو الأمر الذى تسببت لها بعقم دائم، ما زاد من اكتئابها في أواخر أيامها.
وتوالت علاقات داليدا العاطفة الفاشلة حتى وقعت في نهاية سبعينيات القرن الماضي في قصة حب سرية مع القيادي في الحزب الاشتراكي الفرنسي فرانسوا ميتران، الذي سيصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية الفرنسية.
ولكن لم تستمر قصتهما طويلاً، فقد طلب "ميتران" منها برسالة ألا تذكر قصتهما علناً حتى لا تؤذي حياته المهنية، الأمر الذي جرح داليدا كثيراّ وقامت بقطع علاقتها معه.
آخر قصة حب عاشتها داليدا كانت مع الطبيب فرانسوا نودي، هذه العلاقة تسببت بأكبر جرح لها، لأنها ولأول مرة يتم التخلي عنها.
لم يأتِ الموت إلى داليدا كما استدعته في أغنيتها الشهيرة، je veux Mourir Sur Scène ، أي: أريد أن أموت على المسرح.
إختارت داليدا طريقة موتها، وهي في قمة شهرتها ولكن وحيدة، على سريرها، ماتت داليدا بآلم وحزن عميقين، وليس على المسرح وتحت الأضواء وهي تغني، كما تقول في الأغنية.
فقد عانت من الاكتئاب والهجران والوحدة وعدم تقبلها لفكرة التقدم بالعمر، ففى الثالث من مايو من عام 1987 تناولت جرعة زائدة من الأقراص المهدئة، تركت بجانبها ورقة كتبت عليها "الحياة لم تعد تحتمل.. سامحوني.. داليدا".
لتغادر الحياة عن عمر ناهز 54 عاما، ويتم دفنها في مقبرة مونمارتر في باريس، كما صنعت لها الحكومة الفرنسية تمثالاً بحجمها الطبيعي، نُصب على ضريحها، وأصدرت طابعاً بريدياً باسمها عام 2001.