ملامح في مسيرة "صوت النيل".. محرم فؤاد
تحل علينا اليوم ذكرى ميلاد المطرب الراحل محرم فؤاد، الذى ولد عام 1934، والذى استطاع أن يحقق نجاحا باهرا في مجال الغناء، حتى لقبه جمهوره بـ "صوت النيل" و"المغنواتى".
ينتمى محرم فؤاد لجيل عمالقة الغناء الأصيل أمثال محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وفريد الأطرش، وتعتبر أغنية "رمش عينه" من أشهر أغانيه، وله العديد من الأغاني المعروفة منها "الحلوة داير شباكها" و"غدارين" و"زي ما أكون عطشان وشربت" و"كدنا العوازل" و"كله ماشي" و"يا غزال إسكندراني" و"يا واحشني رد علي" و"قولي بحبك قولى".
اسمه الحقيقى محرم حسين أحمد علي، شهرته محرم فؤاد، مطرب مصرى ولد فى حي بولاق بالقاهرة.
ترجع أصول أسرته إلى سوهاج، كان والده مهندسًا بهيئة السكك الحديدية وكان لمحرم تسعة أشقاء خمسة صبيان وأربع بنات هو أصغرهم جميعًا، وقد بدأت موهبة محرم الغنائية تظهر وهو فى الرابعة من عمره وبعد أن انتقلت أسرته من حي بولاق إلى حي شبرا ثم التحق بمدرسة السبتية الابتدائية، وعندما بلغ عمره سبع سنوات غنى فى إحدى حفلات المدرسة نشيدًا يرحب بالوافدين الزائرين.
كان محرم متيمًا منذ طفولته بالغناء وحتى يصقل موهبته بالدراية التحق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى العربية المعهد العالي للموسيقى العربية حاليًا.
بعد التخرج عمل لفترة فى الملاهي ثم التحق بركن الهواة بالإذاعة وغنى من تلحينه "الحلو هداني منديله"، ثم من تلحين عبدالعظيم محمد غنى "أسمر حليوة زين"، و"خيالك فى عيني" ثم غنى فى برنامج ساعة لقلبك واعتمد مطربًا فى الإذاعة وكانت أولى أغنياته الإذاعية "زي نور الشمس حبي وتنكره.
اكتشفه المخرج الكبير هنرى بركات وقدمه فى فيلم حسن ونعيمة من إنتاج محمد عبد الوهاب وكان عمره 20 سنة أمام سعاد حسني 1959، ارتبط عمل محرم بالسينما بتغيير اسمه من محرم حسين إلى محرم فؤاد بناء على رغبة عبدالوهاب وبركات الذي كان يريد تغيير الاسم كاملًا إلاّ أن محرم أصر على تغيير الاسم الثاني فقط.
عمل فترة فى السينما اللبنانية ثم رجع لمصر، غنى ألحان الملحنين الكبار مثل رياض السنباطى وفريد الأطرش ومحمد الموجى وبليغ حمدى وسيد مكاوى، لحن لنفسه أغانى مثل "غدارين"، "قولي بحبك"، "قلبي اللي خدتيه" "لو كان الأمر أمري" وغيرها.
رصيده 13 فيلما ومسرحيتان ومسلسلان للإذاعة وأكثر من 900 أغنية فقد بلغ رصيده السينمائي 13 فيلمًا أولها "حسن ونعيمة" مع سعاد حسني ومحمود السباعي فى العام 1959م وفي العام 1961 قدم فيلم "نصف عذراء" مع زبيدة ثروت ومحسن سرحان وفي العام 1960م فيلم "وداعا يا حب" مع مريم فخر الدين وآمال فريد وفيلم "لحن السعادة" مع إيمان وزكي رستم وفيلم "من غير ميعاد" مع نادية لطفي وسعاد حسني وفي العام 1962م فيلم "حكاية غرام" (لبنان) مع مها صبري وحسن المليجي و"سلاسل من حرير" مع مديحة يسري وزيزي البدراوي وفي العام 1963م "شباب طائش" مع سميرة احمد ويوسف فخر الدين وفي العام 1964م فيلم "عتاب" (لبنان) مع سميرة توفيق وإبراهيم خان وفي العام 1965م "ولدت من جديد" (لبنان) مع نزهة يونس وفيلم "الصبا والجمال" (لبنان) مع صباح وحسن المليجي وفي العام 1971م "عشاق الحياة" مع نادية لطفي ويوسف وهبي ومحمود المليجي وفي العام 1975م "الملكة وأنا" مع جورجينا رزق ووحيد سيف وبعد هذا الفيلم لم يقدم أى أفلام سينمائية على الإطلاق.
يعد محرم فؤاد الفنان المصري الوحيد الذي مثل فيلمين مع ملكتي جمال لبنانيتين أولهما فى العام 1971م "عشاق الحياة" مع غلاديس أبو جودة، والثاني فى العام 1975م "الملكة وأنا" مع جورجينا رزق"، كما قدم فيلمين مع كل من سعاد حسني ونادية لطفي.
قدم للمسرح الغنائي مسرحيتين هما "دنيا البيانولا" و"القشاط"، وللإذاعة قدم مسلسلين "حب ونغم" و"حياة كامل الخلعي" وبلغ رصيده الغنائي حوالي 900 أغنية منها 500 أغنية بين العاطفية والشعبية و400 أغنية وطنية لمصر والعالم العربي منها 20 أغنية لفلسطين لدرجة أن البعض كان يظن أنه فلسطيني الأصل.
ولحن لنفسه الكثير من الأغاني كما لحن لغيره مثل سوزان عطية ومدحت صالح كما غنى من ألحان عمالقة الملحنين أمثال رياض السنباطي وفريد الأطرش ومحمد الموجي وبليغ حمدي وسيد مكاوي وتعامل مع عمالقة الكلمة أمثال مرسي جميل عزيز وحسين السيد وعبدالرحمن الأبنودي وغيرهم.
أعاد اكتشاف أغنية بلادي بلادي للراحل سيد درويش وقام بغنائها فى العديد من حفلاته سنة 1968 إلى أن اختارها الرئيس أنور السادات لتصبح النشيد الوطني المصري
ومن أغانيه الوطنية والدينية "مصرنا لم تنم" و"أم الشهيد" و"غفرانك اللهم" و"قوم يا مصري"
تزوج الفنان الراحل أكثر من مرة، الأولى كانت الفنانة تحية كاريوكا، ثم تزوج من خارج الوسط الفني اللبنانية ماجدة بيضون وأنجب منها ابنه الوحيد طارق ثم ميرفت أمين وجورجينا رزق ملكة جمال العالم ثم الفنانة عايدة رياض وأخيرًا مذيعة التلفزيون منى هلال.
حصل محرم فؤاد على العديد من الجوائز والتكريمات أهمها وسام الاستقلال من العاهل الأردني الملك حسين عام 1965م وشهادة تقدير من الملك الحسن الثاني ملك المغرب عام 1969م.
في منتصف التسعينيات عرف المرض طريقه إلى قلب محرم وبدأت رحلته مع المعاناة والعلاج والسفر للخارج بين باريس ولندن بقصد تخفيف الآلام وقام بإجراء العديد من العمليات وتغيير بعض الصمامات فى القلب وكان دائمًا يقول: آه من وجع القلب ثم عانى فى سنواته الأخيرة من مرض الكلى وظل يقاوم حتى آخر لحظة فى حياته.
وقد توفي فى 27 يونيو 2002م بعد عيد ميلاده الثامن والستين بثلاثة أيام فقط.