تفاصيل ليلة قضاها كامل الشناوي بصحبة أم كلثوم وعبدالوهاب حتى السادسة صباحًا

في منتصف الأربعينيات اجتمعت كوكب الشرق أم كلثوم مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في حفلة فنية نادرة، ولكنها لم تكن على خشبة المسرح بل في إحدى أجنحة فندق مينا هاوس الشهير!!

ولم ينس أبدًا الشاعر المصري كامل الشناوي تلك الليلة التي قضاها يستمع لأجمل صوتين بالشرق الأوسط بأسره، وبدأت القصة حينما دخل مع أم كلثوم قاعة الفندق الكبير ليقضيا سهرة عادة، وهناك التقيا بصديق قديم كان من نزلاء الفندق وألحّ عليهما في قضاء السهرة بجناحه الخاص.

وظلّ صديق الشناوي على إصراره حتى قبلا، ولم تكد تمضي فترة وجيزة حتى فوجئا بعبدالوهاب ينضم إليهم في الجناح، وقال كامل الشناوي في نفسه: «لقد حدث ما لم يكن يحدث ولو ظللت أرتب حدوثه أعوامًا».

ويُكمل الشاعر المصري: «وفرحت للصدفة العجيبة وبدأت أستعد بيني وبين نفسي للاستمتاع بأجمل سهرة يمكن أن أصادفها في حياتي، وتحقق أملي؛ إذ ما لبث عبدالوهاب أن شدا بأغاني أم كلثوم بصوت ملأ نفوسنا طربًا واستمتاعًا، ثم طلبت منه أم كلثوم أن يغني أوبريت «مجنون ليلى» التي شاركته الغناء فيها الراحلة أسمهان، وأخذت هي مكان الأخيرة ومضت ترد عليه بالغناء».

واندمج الاثنان في الغناء، وغنى عبدالوهاب كما لم يغن في حياته وتفوقت أم كلثوم فبلغت قمة الإجادة، وبلغ الشناوي وصديقه قمة الطرب والنشوة، وظلّ الحال على ما هو عليه حتى السادسة صباحًا.

وأكد يومها كامل الشناوي أن تلك الليلة وضعت خطوط أول عمل فني مشترك بينهما.