ليلى مراد تتكبد 300 جنيهًا مقابل ساعة واحدة مع محمد القصبجي

كان سابقًا لعصره بسنوات كثيرة يسعى إلى تطوير اللحن المصري والخروج بالأغنية إلى مجالات أكثر اتساعًا، ولذلك كانت أصوات أم كلثوم وفتحية أحمد وأسمهان وغيرهن الغاية التي يسعى إليها الملحن المصري محمد القصبجي.

القصبجي ارتبط بفنه ارتباطًا شديدًا وكان يبحث دومًا عن التجديد والإضافة، لذلك استعان بألوان من الإيقاعات الجديدة والألحان سريعة الحركة والجمل اللحنية المنضبطة البعيدة عن الارتجال.

القيثارة ليلى مراد كان لها نصيب من عبقرية القصبجي؛ حيث قدم لها العديد من الألحان المميزة، وحينما كانت تستعد لبطولة فيلمها الغنائي «شاطئ الغرام» عام 1950، أسندت له لحني «نعيمًا يا حبيبي» و«ياختي عليه».

الملحن المصري زار ليلى في منزلها بعمارة «الإيموبيليا» الشهيرة للاستماع إلى كلمات الأغنيتين، فأعجب كثيرًا بهما خاصة وأنه يغلب عليهما الطابع الطريف، وعلى الفور أمسك بعوده واندمج في التلحين.

وبعد ساعة واحدة كان القصبجي قد انتهى من اللحنين ومن تحفيظهما للفنانة المصرية، وتقاضى يومها 300 جنيهًا عن الأغنيتين.

أغنيتا ليلى مراد حققتا نجاحًا كبيرًا خلال عرض الفيلم، ولكن الإذاعة المصرية رفضت بثّهما في فقراتها اليومية؛ لأنهما تمثلان دعوة صارخة للحب «بحسب الإذاعة»، وظلّت الأغنيتان حبيستا الأدراج لفترة طويلة.