آخر كلمات نعيمة عاكف قبل رحيلها
الاستقرار الأسري شيء لم تعهده في طفولتها على الإطلاق؛ فقد استقبلتها أسرتها بالبكاء والنحيب بعدما خاب أملهم في إنجاب ذكر ووجدوا أنفسهم أمام طفلة أنثى أطلقوا عليها اسم نعيمة عاكف.
الأب كان قاسيًا وجافًا يطمح إلى استغلال بناته في السيرك الذي يملكه، فيدرُرنّ عليه أموالًا يستطيع الإنفاق منها على شئون الأسرة الحياتية وعلى مائدة «القمار»، التي كان يخسر عليها أمواله باستمرار وتسببت في فقده كل ما يملك.
ووسط ذلك العذاب استطاعت نعيمة أن تخلق لنفسها مكانة فنية مميزة وأن تحتل أفيشات السينما الاستعراضية مع عدد قليل من نجوم عصرها مثل: محمد فوزي، وفريد الأطرش، وسامية جمال.
الفنانة المصرية أرادت تعويض ما فاتها من سعادة الأسرة ودفئها، لذلك لم تتردد في قبول عرض بالزواج من المخرج حسين فوزي، مكتشفها الفني الأول، رغم فارق السن بينهما.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] نعيمة تتوسط زوجها والأطرش[/caption]
وفي تكتم إعلامي عُقد قرانهما عام 1953، وبعدها انتقلت إلى مسكن الزوجية بفيلا في مصر الجديدة، وهناك استقدم لها معلمين للغة العربية والإنجليزية والفرنسية، ساهموا إلى حد كبير في تشكيل وعيها الثقافي والاجتماعي.
[caption id="" align="aligncenter" width="600"] عقد قران نعيمة عاكف وحسين فوزي[/caption]
وقبل مُضي 5 سنوات دبّت الخلافات والغيرة في قلب الزوج فاستحالت الحياة بينهما، وفي هدوء شديد أيضًا وقع الطلاق، ولكن نعيمة تزوجت بعد عام واحد من المحاسب القانوني صلاح الدين عبدالعليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد «محمد».
وحينما اقتربت نهايتها أصيبت الفنانة الاستعراضية بـ«سرطان الرحم» وعانت لـ3 سنوات، ولزمت الفراش قبل وفاتها بـ6 أشهر، ثم فارقت الحياة عام 1966، عن عُمر يناهز 37 عامًا، وكانت آخر كلماتها «محمد.. محمد».