هكذا كان يعامل عبد الله غيث أهل قريته بعد الشهرة
ولد الفنان عبدالله غيث، بقرية شلشمون مركز مينا القمح بالشرقية، لأسرة تمتلك مئات الأفدنة، توفى والده وهو لا يزال صغيرًا فاستمر في دراسته بالقرية، إلا أنه كان تلميذًا شقيًا يحب الهروب من المدرسة ليذهب إلى السينما والمسارح والحفلات الصباحية.
غيث حصل على الإعدادية ثم الثانوية بصعوبة كبيرة، وظل بعدها يعمل بالزراعة ويشرف على أرضه مدة عشر سنوات ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بمعهد الفنون المسرحية بإشراف أخيه حمدي غيث الذي عمل أستاذًا بالمعهد بعد رجوعه من بعثته بباريس.
التحق عبدالله غيث بالمسرح القومي، وهو لا يزال طالبًا في المعهد ولم يصادف أي مشكلة في دخوله إلى عالم الفن، وتلا ذلك قيامه بأدوار البطولة في معظم المسرحيات الشعرية فاستحق عن جدارة لقب النجم الأول على مستوى الوطن العربي للمسرح الذي يؤدي شعرًا وكان من قبل يفني .. لم يكن يحلم بأن يكون مهندسًا أو محاميًا وانحصر حلمه في شيئين إما أن يكون فلاحًا أو فنانًا فقد كان يعشق الريف ولا يجد نفسه على حقيقتها إلا في قريته وهو يرتدي الجلباب ويجلس على المصطبة تحت "الجميزة في الغيط"على شاطئ الترعة بعيدًا عن المظاهر والشكليات.
وكان يتردد مرتين في الأسبوع على قريته ما جعله يشارك أهله وجيرانه كفاحهم والتعرف على مشاكلهم ومتاعبهم وآلامهم وأمانيهم ولذلك منحوه الحب والثقة ورشحوه للعمودية بعد وفاة والده وأخيه الأكبر.. وعندما أعلن موافقته المبدئية على المنصب أضيئت المنازل في الريف ترحيبًا بهذه الموافقة ولما شغله الفن عن تولي العمودية ساهم في توليتها لابن عمه.