زوجة عبدالوارث عسر تتسبب في إصابته بغيبوبة كاملة
«كلنا في الهوى عباسية»، قالها الفنان المصري الراحل عبدالوارث عسر، وهو يؤدي دوره في فيلم «شباب امرأة»، فصارت مثلًًا متداولًا.
عبدالوارث عسر، من مواليد «الدرب الأحمر»، بجي الجمالية في عام 1894، أصول والده ريفية من «الدلنجات» محافظة البحيرة، حفظ القرآن الكريم منذ الصغر وتعلم تجويده، وكان والده يعمل بالمحاماة، وعلى صداقة كبيرة مع الزعيم سعد زغلول، وبعد دخول الانجليز مصر، استقال والده من المحاماة لأنه رفض التعامل مع سلطات الاحتلال.
وبعد وفاة والده ساعده الزعيم سعد زغلول، في الالتحاق بوزارة المالية في وظيفة «كاتب حسابات» واستقال في سن 40 عامًا للتفرغ للفن، وانتقل للإقامة بحي الدقي.
عسر كان يمتلك شخصية منظمة ومرتبة جدًا وحجرته كانت صومعته التي لا يستطيع أحد الاقتراب منها سوى زوجته فقط، وفى الفترة الأخيرة من حياته ضعف بصره فكان حفيدة الفنان محمد التاجي، هو من يقوم بقراءة الكتب والسيناريوهات له.
عبدالوارث عسر، كان يحب أن يقرأ في حجرته بهدوء وتركيز عال جداً، وكان يقوم بالتدرب على شخصيته في فيلم «ليلة من عمري»، حيث كان يؤدى مشهد الأب الذي أصيب بالشلل ، فكان يدرب نفسه وكأنه أصيب فعلاً بالشلل.
الفنان الراحل قدم أكثر من 300 فيلم، وكتب العديد من السيناريوهات إلى أن جاءت أم كلثوم، وقدم معها تمثيلاً وكتابة سيناريو في فيلمي «سلامة»، و «عايدة»، وبعدها جاءت مرحلة الانتشار السينمائي فقدم «دموع الحب»، و«يوم سعيد» و «حب في الظلام» مع فاتن حمامة عام 1953، وفيلم «عيون سهرانة» مع شادية 1956، و«شباب امرأة» مع تحية كاريوكا، و«صراع في الوادي» و «الأستاذة فاطمة».
وقد أصيب عسر بغيبوبة كاملة، بعدما توفيت زوجته في 3 مايو 1979، وكانت بنت خالته يحبها جدًا ومرتبطًا بها إلى أقصى درجة، وبعد وفاتها حزن حزنًا شديدًا عليها ودخل إلى المستشفى في شبه غيبوبة كاملة، وظل فترات طويلة بمستشفى «المعادى للقوات المسلحة»، وأمر الرئيس الراحل أنور السادات بعلاجه على نفقة الدولة، وقد وافته المنية في 22 ابريل 1982.